السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاه والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
اما بعد
التوبة الصادقة من أعظم أسباب السعادة الحقيقية *
قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ففي هذه الآية الكريمة : أنَّ الإيمان والعمل الصالح يترتب عليهما أن يحي الإنسان حياة طيبة سعيدة، معمورة بتقوى الله وطاعته وطاعة رسوله - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - مع ما يحصله من الثواب الجزيل في الآخرة.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : فالقلب لا يصلح ، ولا يفلح ، ولا يلتذ ، ولا يسر ، ولا يطيب ، ولا يسكن ، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه ، وحبه ، والإنابة إليه ، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ، ولم يسكن ، إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه ، ومن حيث هو معبوده ، ومحبوبه ، ومطلوبه وبذلك يحصل له الفرح ، والسرور ، واللذة ، والنعمة ، والسكون ، والطمأنينة .
وهذا لا يحصل له إلا بإعانة الله له ، لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله ، فهو دائما مفتقر إلى حقيقة { إياك نعبد وإياك نستعين } فإنه لو أُعين على حصول ما يحبه ويطلبه ويشتهيه يريده ، ولم يحصل له عبادته لله بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصوده وهو المحبوب له بالقصد الأول وكل ما سواه إنما يحبه لأجله لا يحب شيئا لذاته إلا الله ، فمتى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق حقيقة " لا إله إلا الله " ولا حقق التوحيد ، والعبودية ، والمحبة ، وكان فيه من النقص والعيب ، بل من الألم ، والحسرة ، والعذاب ، بحسب ذلك . ولو سعى في هذا المطلوب ولم يكن مستعينا بالله ، متوكلا عليه ، مفتقرًا إليه في حصوله لم يحصل له ، فإن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، فهو مفتقر إلى الله من حيث هو المطلوب المحبوب المراد المعبود .
ومن حيث هو المسئول المستعان به المتوكل عليه ، فهو إلهه لا إله له غيره ، وهو ربه لا رب له سواه .
*وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في قوله تعالى { إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته ...
نعم إنها الحقيقة ، إن السعادة الحقيقية ، وانتبه لهذه الكلمة ( السعادة الحقيقية ) رزق من الله تعالى ، والله يرزق من يشاء بغير حساب ... قال تعالى: { وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } فالرزق الدنيوي يحصل للمؤمن والكافر، بل وحتى الحيوانات ، وأما رزق القلوب من العلم ، والذكر ، والإيمان ، والإحسان - وكلها من أسباب السعادة - ومحبة الله تبارك وتعالى ، وخشيته ، ورجائه ، ونحو ذلك، فلا يعطيها الله - تبارك وتعالى - إلا من يحب – نعم – من يحب ، ومن أعظم صفاتهم شكر النعمة ، قال تعالى :{ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } (الأنعام:53) أيها الحبيب ، لا سعادة مع الأفلام ، لا سعادة مع الفتيات ، لا سعادة في الزنا ، لا سعادة في الفسق والفجور لا ... لا ... إن راحة القلب - يا أيها الحبيب – في طاعة الله تعالى ، في عبادته ، في السجود بين يديه - سبحانه وتعالى - إن راحة القلب ، وطمأنينته ، وسروره ، وزوال همومه ، وغمومه ، هو المطلب لكل أحد ، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، وهذه الأمور التي ذكرناها - راحة القلب ، وطمأنينته ، وسروره ، ...إلخ - لها أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين ، وأما من سواهم ، من منافق ، وفاسق ، وفاجر ، فإنها وإن حصلت لهم من وجه ، وسبب ، يجاهد عقلاؤهم عليه ، فاتتهم من وجوه أنفع ، وأثبت ، وأحسن حالاً ، ومآلاً ، وتأمل : حياة الممثلين والممثلات ، وكذلك حياة العُصاة شرقاً وغرباً ، تجد أنهم في هموم ، وغموم ، وبلاء ، وشقاء .إنهم أرادوا السعادة ولكنهم أخطؤا الطريق . قال الله تعالى :{ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (آل عمران:162) { أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (فاطر:8) { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } (الزمر:22) { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ } (محمد:14) لا يستوون ، والناس في طلب السعادة ، والراحة ، أقسام : فمنهم من أصاب كثيراً منها فعاش عيشة هنيئة، وحيى حياة طيبة، ومنهم من أخفق فيها كلها ... فعاش عيشة الشقاء، وحيي حياة التعساء- وإن كان في نظر الناس من السعداء - ومنهم من هو بين بين، بحسب ما وُفق له. والله المُوفق ، وهو المُستعان به على كل خير، وعلى دفع كل شر . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المصدر ( مصابيح في طريق التائبين ) للعبد الفقير إلى الله الغني القدير ، تقبله الله تعالى ونفع به آمين ..
تحياتي لكم :)
والصلاه والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
اما بعد
التوبة الصادقة من أعظم أسباب السعادة الحقيقية *
قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ففي هذه الآية الكريمة : أنَّ الإيمان والعمل الصالح يترتب عليهما أن يحي الإنسان حياة طيبة سعيدة، معمورة بتقوى الله وطاعته وطاعة رسوله - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - مع ما يحصله من الثواب الجزيل في الآخرة.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : فالقلب لا يصلح ، ولا يفلح ، ولا يلتذ ، ولا يسر ، ولا يطيب ، ولا يسكن ، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه ، وحبه ، والإنابة إليه ، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ، ولم يسكن ، إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه ، ومن حيث هو معبوده ، ومحبوبه ، ومطلوبه وبذلك يحصل له الفرح ، والسرور ، واللذة ، والنعمة ، والسكون ، والطمأنينة .
وهذا لا يحصل له إلا بإعانة الله له ، لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله ، فهو دائما مفتقر إلى حقيقة { إياك نعبد وإياك نستعين } فإنه لو أُعين على حصول ما يحبه ويطلبه ويشتهيه يريده ، ولم يحصل له عبادته لله بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصوده وهو المحبوب له بالقصد الأول وكل ما سواه إنما يحبه لأجله لا يحب شيئا لذاته إلا الله ، فمتى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق حقيقة " لا إله إلا الله " ولا حقق التوحيد ، والعبودية ، والمحبة ، وكان فيه من النقص والعيب ، بل من الألم ، والحسرة ، والعذاب ، بحسب ذلك . ولو سعى في هذا المطلوب ولم يكن مستعينا بالله ، متوكلا عليه ، مفتقرًا إليه في حصوله لم يحصل له ، فإن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، فهو مفتقر إلى الله من حيث هو المطلوب المحبوب المراد المعبود .
ومن حيث هو المسئول المستعان به المتوكل عليه ، فهو إلهه لا إله له غيره ، وهو ربه لا رب له سواه .
*وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في قوله تعالى { إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته ...
نعم إنها الحقيقة ، إن السعادة الحقيقية ، وانتبه لهذه الكلمة ( السعادة الحقيقية ) رزق من الله تعالى ، والله يرزق من يشاء بغير حساب ... قال تعالى: { وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } فالرزق الدنيوي يحصل للمؤمن والكافر، بل وحتى الحيوانات ، وأما رزق القلوب من العلم ، والذكر ، والإيمان ، والإحسان - وكلها من أسباب السعادة - ومحبة الله تبارك وتعالى ، وخشيته ، ورجائه ، ونحو ذلك، فلا يعطيها الله - تبارك وتعالى - إلا من يحب – نعم – من يحب ، ومن أعظم صفاتهم شكر النعمة ، قال تعالى :{ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } (الأنعام:53) أيها الحبيب ، لا سعادة مع الأفلام ، لا سعادة مع الفتيات ، لا سعادة في الزنا ، لا سعادة في الفسق والفجور لا ... لا ... إن راحة القلب - يا أيها الحبيب – في طاعة الله تعالى ، في عبادته ، في السجود بين يديه - سبحانه وتعالى - إن راحة القلب ، وطمأنينته ، وسروره ، وزوال همومه ، وغمومه ، هو المطلب لكل أحد ، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، وهذه الأمور التي ذكرناها - راحة القلب ، وطمأنينته ، وسروره ، ...إلخ - لها أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين ، وأما من سواهم ، من منافق ، وفاسق ، وفاجر ، فإنها وإن حصلت لهم من وجه ، وسبب ، يجاهد عقلاؤهم عليه ، فاتتهم من وجوه أنفع ، وأثبت ، وأحسن حالاً ، ومآلاً ، وتأمل : حياة الممثلين والممثلات ، وكذلك حياة العُصاة شرقاً وغرباً ، تجد أنهم في هموم ، وغموم ، وبلاء ، وشقاء .إنهم أرادوا السعادة ولكنهم أخطؤا الطريق . قال الله تعالى :{ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (آل عمران:162) { أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (فاطر:8) { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } (الزمر:22) { أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ } (محمد:14) لا يستوون ، والناس في طلب السعادة ، والراحة ، أقسام : فمنهم من أصاب كثيراً منها فعاش عيشة هنيئة، وحيى حياة طيبة، ومنهم من أخفق فيها كلها ... فعاش عيشة الشقاء، وحيي حياة التعساء- وإن كان في نظر الناس من السعداء - ومنهم من هو بين بين، بحسب ما وُفق له. والله المُوفق ، وهو المُستعان به على كل خير، وعلى دفع كل شر . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المصدر ( مصابيح في طريق التائبين ) للعبد الفقير إلى الله الغني القدير ، تقبله الله تعالى ونفع به آمين ..
تحياتي لكم :)
الإثنين ديسمبر 14, 2009 2:59 am من طرف خطايا الشوق..}
» تدليك اليدين على الطريقة الهندية..~
الأحد ديسمبر 13, 2009 3:18 am من طرف خطايا الشوق..}
» محتويات شنطة اليد عند الحريم
السبت ديسمبر 12, 2009 2:27 am من طرف خطايا الشوق..}
» روايات لا تثبت احذر من نشرها ارجو التثبيت للأهمية فقط
السبت نوفمبر 21, 2009 12:44 pm من طرف لمسة شقاوة
» سجل مروركـ بـبيت من قصيدة..}
الجمعة نوفمبر 06, 2009 10:33 pm من طرف أحلى شقاوه
» عذرا ً صديقتي لقد قمت بحذفك
الجمعة نوفمبر 06, 2009 8:41 am من طرف خطايا الشوق..}
» موديلات مريول المدرسة
الجمعة نوفمبر 06, 2009 8:26 am من طرف خطايا الشوق..}
» عطورات جديده
الجمعة نوفمبر 06, 2009 8:02 am من طرف خطايا الشوق..}
» مدة صلاحية المكياج
الجمعة نوفمبر 06, 2009 8:01 am من طرف خطايا الشوق..}